سمك الرنجة
سمك الرنجة
سمك الرنجة هي صغيرة الحجم تتواجد في المياه الضحلة وكذلك البحار، والتي تنتمي إلى عائلة الرنكات، يبلغ طول سمكة الرنجة نحو القدم أو أقل من ذلك، وهي صغيرة جدا اذ اقيست، ببعض جبابرة الحيوانات البحرية .
معلومات عن سمك الرنجة
أسماك الرنكة والاسماك المتصلة بها هي أهم الاسماك كلها لأنها غذاء للإنسان لكثرة وجودها من جهة، وللذة طعمها وقيمتها الغذائية الكبيرة من جهة ثانية، ومصائد أسماك الرنكة ذات أهمية كبيرة منذ العصور القديمة، وطالما تأثرت بها قوة البلدان الواقعة على بحري الشمال والبلطيك كانكلترا وهولاندا والنرويج، حتى أن بعض الدول خاضت حروبا بسببها، وفي عهد الملك البريطاني شارل الثاني مثلا اختصمت هولاندا وانكلترا حول مصائد الرنكة في بحر الشمال، وكانت الحاجة لحماية حقوقها في صيد الأسماك أحد أسباب بناء أسطولیها .
سلوك سمكة الرنجة
تسبح أسماك الرنجة أفواجا كبيرة جدا وتغطى بقاعة تبلغ ثمانية أميال طولا بأربعة أميال عرضا في بعض الأحيان وتحتوي على نحو 3000 مليون سمكة، ومع أن سفن الصيد ما زالت منذ قرون عدة تصطاد الملايين من أسماك الرنجة في فصل الصيد، فإن إعداد هذه الأسماك باقية كما هي، لأن سمك الرنجة يتوالد بسرعة كبيرة جدا، هنالك أيضا أفواج كبيرة من هذا السمك في المحيط الأطلسي، على سواحل أوروبا وأميركا الشمالية، ومنها أيضا أفواج كبيرة جدا في المحيط الهادي، وفي البحار الداخلية الكبيرة، كالبحر الأسود وبحر قزوين ، وحتى في القطب الشمالي، واذا حيل بين سمكة الرنجة وبين المياه المالحة، حيث موطنها الطبيعي، فإنها تألف المياه العذبة بسهولة .
وفي بعض الأمكنة انتقلت مجموعة اسماك في اميركا الشمالية من نوع الرنكة الالويف إلى الأنهار حيث لا تزال تعيش فيها، وكذلك انتقلت أسماك الرنجة الوثابة من خليج المكسيك إلى نهر الميسيسيبي، ثم أن اسماك الشابل في اميركا الشمالية تنتقل إلى الأنهار لتضع بيضها في المياه العذبة، وما أن تبلغ صغارها حجا معينا، حتى تسبح عائدة إلى البحر، وفي انهار أفريقيا وبحيراتها امباك شبيهة باسماك الرنكة .
التكاثر عند سمك الرنجة
وخلافا لغالبية الأسماك فإن اسماك الرنجة تضع بیضها على أرضية البحر بين الحجارة والأعشاب والاصداف، وتضع كل أنثى ثلاثين ألف بيضة في الفصل الواحد، يذهب القسم الأكبر منها طعاما للأسماك الأخرى، ورغم ذلك فان قسما كبيرا جدا منها يفقس اسماك صغيرة تسبح إلى سطح الماء وتتغذى بالنباتات والحيوانات الصغيرة الطافية هناك والمسماة بالعوالق، والحياة في البحر تعتمد في النهاية على العوالق لان الحيوانات تأكلها .
لسمك الرنجة أقارب كثيرة، ونحن نعرف الكثير عن معظمها لأنها طعام جيد لنا، في بحر الشمال قبالة ساحل النرويج توجد أسماك الأسبرط، وهي شديدة الشبه بالرنجة حتى أن الناس كانوا يحسبونها من صغار أسماك الرنجة، ويعلب النرويجيون هذه الأسماك ويسمونها بريسلينغ، وفي فترة سابقة وقع خصام بين النرويجيين والفرنسيين لان النرويجيين أخذوا يسمونها سرديناً، وهي ليست كذلك.
اسماك السردين
أسماك السردين هي من صغار أسماك الراي الموجودة قبالة سواحل فرنسا وإسبانيا والمغرب والبرتغال، يصاد الملايين منها حين يبلغ طول الواحدة منها نحو 7 سنتمترات وتعلب بزيتها الخاص، أما تلك التي تنجو من الصيادين فإنها تتجه شمالا، وهي تأكل وتنمو، إلى أن تصل السواحل الجنوبية الغربية من بريطانيا .
وهنا تصبح أسماك الراي مكتملة النمو شديدة الشبه بالرنجة ولو أنها أصغر حجما وأكثر استدارة منها، وهنا أيضاً يصطادها الصيادون، وهنالك أسماك أخرى صغيرة في أنحاء العالم المختلفة تدعی سردینا، منها مثلا أسماك صغيرة ذات صلة بالرنجة تصاد مقابل الساحل الأميركي الغربي في المحيط الهادي، ثم إن سمكة الأنشوفة، وهي ذات صلة بالرنجة أيضاً تصاد في البحر الأبيض المتوسط وفي أمكنة أخرى أيضاً، ولها نكهة حادة مختلفة عن نكهة سمكة الرنجة.
من أسماك الرنجة الكبيرة سمكة الطربون التي تعيش في البحار المدارية، وهي أسماء كبيرة جدا يبلغ طولها في بعض الأحيان 220 سنتمتراً ، وتزن نحو 100 کیلوغراما .
ورغم أن هذه الأسماك ليست لذيذة الطعم فإن الصيادين يعتبرون صیدها رياضة يتمتعون بها، وإذا ما علقت سمكة الطربون بالصنارة أسرعت إلى سطح الماء، وكثيرا ما تثب فوق الماء وثبات عدة عالية، وقد تمكن في بعض الأحيان من جر زورق الصيد بضعة كيلومترات قبل أن تتعب وقبل أن يتمكن الصيادون من جرها إلى الزورق .
ولفترة طويلة ظل الناس يجهلون أین تضع أسماك الطربون بیضها حتى أن أحدا لم يكن قد رأى سمكة صغيرة منها، ومنذ سنوات قليلة فقط اكتشف صيادو الأسماك بعض هذه الأسماك الصغيرة في المياه القليلة الملوحة بقرب مصبات الأنهار وفي المستنقعات الساحلية، ويظن في الوقت الحاضر أن أسماك الطربون تتوالد في هذه الأمكنة .