كيفية تربية الكلاب
تربية الكلاب
يُعد الإنسان هو أسمى المخلوقات على وجه الأرض، فقد استخلفهُ الله بها لكي يُعمرها، وسخر لهُ كل ما عليها لخدمتهُ من حيوانات ودواب وجبال ونباتات وغيرها من الأشياء التي تُعينهُ على الاستمرارية، وتُعد الحيوانات أهم تلك الأشياء كونها رفيق للإنسان، وتتعدد المنافع التي يحصل عليها من ورائها، فَهناك حيوانات يستخدمها في الغذاء، وأخري في السفر والترحال، وثالثة يَستخدم أجزائها في صُنع ملابسهُ.
وبسبب تلك الأهمية الكبيرة للحيوانات، فقد أمر الله سبحانهُ وتعالى الإنسان بالرفق بها، واللين في التعامل معها، بل وجعل لحُسن التعامل أكبر جزاء، وفي المقابل وضع عقاب لكُل من يُسي التعامل معها، ولعل أكبر دليل على ذلك القصص المشهورة التي نعرفها جميعًا، حيثُ دخلت إمراة النار بسبب قطة صغيرة قامت بحبسها، لم تُطعمها أو تتركها تأكل من حشائش الأرض، وفي نفس الوقت دخل رجل جنة الخُلد عندما سقى كلبُ، وجدهُ يلهث في الصحراء، فاستخدم حذاء قدميهِ ليملأ بهِ الماء من البئر.
ومن ضمن تلك الحيوانات حيوانات أليفة، يحب الإنسان تربيتها في المنزل، وذلك مثل الكلاب، ولكن الكثير من الأشخاص لا يعرفون ما هو حكم الشرع في تربية الكلب المنزل، وكذلك الحُكم في طهارة الكلب، لذلك فقد أعددنا هذا المقال لتوضيح هذهِ الأمور كافة بشيء من التفصيل.
كيفية تربية الكلاب
نبذة عن تربية الكلب في المنزل
انتشرت في الفترات الأخيرة فكرة تربية الكلاب في المنازل بين كثير من الأشخاص، وتتنوع الأسباب التي تكمُن وراء ذلك، فهناك أشخاص يحبون تربية الكلب بهدف التسلية والمرح، بينما أخرون يستخدمونهُ كنوع من أنواع الحراسة، وخاصة هؤلاء الذين يعيشون في أماكن نائية وبعيدة، بينما فريق ثالث يستخدم الكلب كوسيلة للصيد.
ومهما تنوعت أسباب تربية الكلب، الإ أن عملية التربية ليست بالسهلة أو البسيطة، بل تحتاج إلى كثير من المعلومات، وكذلك التحلي بالصبر والمُثابرة.
نرشح لك أيضاً : معلومات عن الكلاب .
خطوات تربية الكلاب
تحتاج عملية تربية الكلاب للعديد من الخطوات والضوابط وذلك مثل ما يلي :
الرعاية التامة
تحتاج الحيوانات الأليفة بوجهِ عام رعاية بشكل كامل، فيجب الاهتمام بصحة الكلب، ومُتابعتهُ بشكل مستمر، وتلك الرعاية تبدأ من تقديم طعام صحي ونظيف، وكذلك ماء جيد صالح للشرب، والاعتناء الشامل بتلك الأدوات التي يستخدمها في تناول الطعام والشراب، فكل تلك الأشياء تمنع انتشار أي بكتريا أو فطريات قد تُلحق الضرر بالكلب وكذلك الأفراد والحيوانات المُحيطة بهِ.
ويجب أيضًا إجراء فحص شامل بشكل دوري، حتى يتم الاطمئنان على صحة الكلب، وفي حالة ظهور أي أعراض غير طبيعية، يجب المُبادرة بزيارة الطبيب البيطري على الفور، حتى يتم تجنبُ وقوع أي خسائر جسيمة، خصوصًا أن الكثير من أمراض الكلاب تكون مُعدية، وتلحق الضرر بالحيوانات المُحيطة.
عملية إخصاء الكلاب
في حقيقة الأمر هُناك اختلاف كبير في مدى مشروعية عملية إخصاء الكلاب، ولكن بوجهِ عام عملية الإخصاء عبارة عن جراحة طبية، يتم إجرائها للكلب على يد طبيب بيطري، يكون الهدف منها منع الكلاب من عملية التكاثر بشكل نهائي، ويتم ذلك عندما يبلغ عمر الكلاب ستة أشهر، ويجب التأكيد أنه لابد من الرجوع إلى دار الإفتاء قبل القيام بتلك الخطوة، للتأكد من الحكم الشرعي بها.
ترويض الكلاب
تُعد عملية الترويض من أهم الخطوات في عملية تربية الكلاب، ويُقصد بالترويض تدريب الكلب على ظروف مالكهُ، وعلى طاعتهُ التامة، فتلك الخطوة تجعل الكلب يتعامل بأسلوب جيد، وتتفادى حدوث أي مشاكل، لذلك فالجميع ينصح بعملية الترويض، على أن يقوم المُروض بتقديم مكافئة للكلب، كلما قام بعمل شيء صحيح.
نرشح لك أيضاً: تدريب الكلاب على الطاعة .
زيارة العيادة البيطرية
بكل تأكيد أن أكثر الأشخاص علمًا بكافة الأمور المتعلقة بالكلاب هُم الأطباء البيطريين، لذلك لابد أن يعتاد صاحب الكلب على زيارة الطبيب البيطري بشكل دوري؛ حتى يتم الاطمئنان على صحة الكلب، وكذلك معرفة كافة الاستفسارات اللازمة من حيثُ طَريقة النظافة، والطعام، وكافة الأمور الأخرى.
ملحوظات هامة يجب إتباعها عند القيام بعملية تربية للكلاب داخل المنزل
إذا كان هُناك ضرورة مُلحة لتربية الكلب في المنزل، فلا بأس في ذلك على أن مراعاة تلك الملحوظات الهامة :
- لابد في البداية تعويد الكلاب على التخلص من فضلاتها في مكان خاص، حتى يتم تجنب نقل الأمراض.
- الإهتمام الجيد بصحة الكلب، والقيام بعملية فحص شامل بشكل دوري.
- تخصيص مكان معين لوجود الكلب، حيثُ يقوم فيهِ بالنوم وتناول الطعام، ويجب المحاولة بقدر الإمكان أن يكون ذلك المكان بعيدًا عن غرف الأطفال، ودائمًا ما يُنصح بأن يكون ذلك المكان في حديقة المنزل.
- تجنب احتكاك الأطفال بقدر الإمكان اللعب مع الكلب.
ماذا قال الإسلام عن تربية الكلب في المنزل
يعتبر الإسلام الكلاب نجسة وغير طاهرة، لذلك فقد حرم تربيتها في المنزل، باستثناء ثلاث حالات فقط لا غير، وهُم التربية من أجل الصيد، التربية من أجل التأمين وحراسة الماشية، وأخيرًا التربية من أجل الزراعة والحرث، وذلك ما أكدهُ قول رسول الله صلى الله عليه وسلم مَنْ أَمْسَكَ كَلْبًا فَإِنَّهُ يَنْقُصُ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ عَمَلِهِ قِيرَاطٌ إِلَّا كَلْبَ حَرْثٍ أَوْ مَاشِيَةٍ)، كما أن الرسول نبه على ضرورة غسل أي إناء يلعق بهِ الكلب سبع مرات بالتراب، حتى يتم قتل أي بكتريا انتقلت إليهِ.
هل يوجد أضرار من تربية الكلب في المنزل؟
للآسف الشديد يقوم الكثير من الأفراد بتربية الكلب في منزلهم دون دواعي ضرورية، ولا يدركون مدى الخطر الذي يُشكلهُ على حياتهم؛ حيثُ أنهُ ينقل مجموعة كبيرة من الأمراض الخطيرة والتي يصعب علاجها، فمن المعروف أن أمعاء الكلب دودة خطيرة تُسمى دودة المكورة، وتقوم بالبيض في داخل الأمعاء أيضًا، وعند قيام الكلب بعملية التبرز تخرج تلك الدودة وبيضها مع الفضلات، ومن المحتمل أن تصل تلك الدودة إلى الإنسان عن طريقين، الأولى من خلال عملية احتكاك الإنسان بالفضلات الخاصة بالكلب، ثُم بعد ذلك الطعام والشراب الخاص بهِ، فتصل الدودة إلى معدة الإنسان، أما الثانية من خلال الكلب نفسه، فالكلب يقوم بشكل دائم بعلق دبرهُ بلسانهُ، وبالتالي تصل تلك الديدان وبيضها إلى اللسان، وعند علق الكلب لأي شي من أدوات ومقتنيات المنزل، تنتقل تلك الدودة للإناء ومن ثَم الإنسان.
ماذا قال العلم عن تربية الكلاب؟
بعد إجراء العديد من الأبحاث العلمية تم إثبات عدد كبير من الحقائق حول الكلاب، وذلك مثل تَسبُبها في الكثير من الأمراض، والتي يأتي على رأسها مرض ” داء الكلب”، والذي ينتقل إلى الإنسان عن طريق لُعاب الكلب، وهو من أخطر الأمراض؛ إذا أن الأمر يصل إلى حالة الوفاة في الكثير من الحالات، وبشكل خاص في اسيا وأفريقيا، إذا أن عشرات الآلاف قد تُوفى بسبب ذلك المرض بالفعل.
نرشح لك أيضاً : حقائق عن الكلاب .
وتكمن خطورة الكلاب أيضًا في عمليات العض التي تقوم بها، والتي يتعرض لها الأطفال بدرجة أكبر من الكبار، وقد تُسبب تلك العضات أيضًا مرض داء الكلب..
وعند اقتناء الكلب في البيت، سوف يتعرض أفراد الأسرة لفضلاتهُ بطريقة أو بأخرى، وذلك يُعرضهم للإصابة بمرض ” الأكياس المائية”، حيثُ أن الفضلات تحتوي على ما يُسمى بالدودة الشريطية، وهذهِ الدودة تقوم بوضع البيض الخاص بها في الفضلات، وعند مُلامستهُ باليد، ثُم القيام بتحضير طعام أو شراب، ينتقل ذلك البيض إلى الطعام، ومن ثَم الجهاز التنفسي، وهذا المرض من أصعب الأمراض، فهو من ناحية لا يُظهر أعراض ملفتة، فيظل ماكث في الجسم دون أن يعلم الإنسان بهِ، وعند اكتشافهُ يكون العلاج من خلال التدخل الجراحي.
ونتيجة لكل ما سبق ذكرهُ لا يُنصح بتربية الكلاب في المنزل الإ في حالات الضرورة القصوى، وجدير بالذكر أن الرسول الكريم- صلى الله عليهِ وسلم- أمر بغسل الإناء الذي شرب أو أكل فيهِ الكلب ثلاث مرات بالتراب، حتى يتم التخلص من الفيروسات بشكل تام، وهذا ما أثبتهُ العلم الحديث حيثُ تم التأكد من أن التراب يحتوي على مواد قاتلة للجراثيم، كما انهُ هو المادة الوحيدة التي تستطيع قتل فيروس الكلب الذي يكون مُلتصق بجدار الأواني.