أسماك المياه العذبة
اسماك المياه العذبة
تعيش أسماك المياه العذبة في كل أنحاء العالم، في الأنهار والبرك والبحيرات، وفي الحفر إلى جوانب الطرقات، وفي ينابيع الماء في الصحاري، حتى إلى جوانب الشلالات الكبيرة، أي في كل مكان في العالم توجد فيه مياه لا ملوحة فيها .
معلوامات عن اسماك المياه العذبة
إن أسماك المياه العذبة التي نعرفها هي الأسماك الذهبية اللون التي تنتمي إلى مجموعة السبوط الكبيرة، وقد ظهرت هذه في الأصل في أنهار الصين الجنوبية، لونها قاتم ضارب إلى الخضرة عادة في حالتها الطبيعية في النهر، وبين الفترة والأخرى تظهر بينها سمكة ساطعة ذات لون ذهبي ضارب إلى الحمرة، ومنذ نحو ألف سنة بدأ الصينيون يلتقطون هذه الأسماك الصغيرة الزاهية ويقتنونها كـ حيوانات أليفة في برك الحدائق أو في أوعية زخرفية ويربونها لتتناسل وتتكاثر.
تربية اسماك المياه العذبة
ثم أخذ اليابانيون أيضاً يربونها، وتكاثرت بألوان وأشكال كثيرة غريبة، منها نوع يسمی الشوبونكين ، ألوانه متعددة هي الأحمر والأزرق والأبيض والأسود والذهبي، ومنها نوع آخر له ذيل طويل يشبه البرقع وعينان بارزتان في رأسه كالمرقب ( التلسكوب)، على أن هذا السمك الذهبي اذا أعيد في الوقت الحاضر إلى الأنهار والبرك المكشوفة يعود بعد أجيال قليلة إلى لونه وشكله السابقين، وهنالك في الواقع قصة عن زعيم في مدغشقر فتن بهذه السمكات الصغيرة الزخرفية فأمر بوضع عدد كبير منها في كل جداول مملكته في الجزيرة، لكن هذه الأسماك رجعت قبل مضي زمن طویل إلى ما كانت عليه من قبل أسماك صغيرة قاتمة اللون ذات لون أخضر واسود .
في العصور الوسطى حين كانت الأديرة البعيدة عن البحر في حاجة إلى الأسماك لأكلها، أخذ الرهبان بربون أسماك الشبوط في البرك، وفي الوقت الحاضر توجد في بلدان أوروبية كثيرة مزارع كبيرة فيها برك لإنتاج أسماك الشبوط وتربيته، ويبلغ طول هذه الأسماك 70 سنتمترا تقریبا، وتتحول إلى أسماك شديدة الألفة وتعمر إلى سن متقدمة جدا قد تبلغ الستين أو السبعين عاما، أما القصص التي تقول أن بعض أسماك الشبوط عمرت أكثر من مئتي عام فإنها غير صحيحة على الأرجح.
أصغر سمكة في المياه العذبة
أصغر أنواع أسماك الشبوط حجما هو ما يسمى بالمنوة أو التيدلر وهو موجود في معظم الأنهار والجداول ذات المياه الصافية، تطارده أسماك أكبر منه حجماً كالتروتة أو سمك الفرخ لأكله، ويستخدم طعماً من قبل صيادي الأسماك، ثم أن هنالك أنواعا أخرى من أسماك الشبوط مثل الروش والرد والداس والشوب والتنش والإبراميس .
سمك الكراكي الذي يدعى في كثير من الأحيان بالذئاب النهرية يبلغ طوله أكثر من متر واحد، وهو جشع وشرس جداً ، وله أسنان طويلة وحادة، وهو يصطاد منفرداً إذ يتسلل بين النبات المائي كامنا لفريسته للانقضاض عليها، وقد يهاجم أسماكاً أخرى كبيرة بحجمه، ويروى أن إحدى هذه الأسماك هاجمت سمكة سلمون وهي بحجمها تقريبا وبقيت تصارعها ساعتين، ولما وهنت قوى سمكة السلمون، أخذت سمكة الكراکي تأكلها بادئة برأسها أولا، واستغرقت هذه العلفة ثلاثة أیام، ثم انطرحت سمكة الكراكي المتضخمة على أرضية النهر طيلة أسبوع لتهضم علفتها هذه .
التكاثر عند اسماك المياه العذبة
الأسماك الشائكة الظهور مألوفة في أنحاء كثيرة في العالم، في المياه العذبة وفي البحار، ومنها نوع طوله 7 سنتمترات وله ثلاث أشواك حادة في ظهره للمصارعة، في الربيع يصبح لون الذکر زاهياً اذ ينقلب لون الظهر أخضر لامعاً ولون الصدر أحمر، وينتقي كل ذکر بقعة صغيرة في الجدول أو البركة ويدفع عنها كل ذكر آخر يقترب منها ثم يبني عشاً من نباتات مائية صغيرة بين جذوع النباتات الكبيرة، وإذا ما جاءت الأنثى أخذ يرقص امامها وهو يقودها إلى العش ويدفعها برفق لوضع بيضها، ويكرر الذكر هذه العملية مرات عدة لعدد من الإناث حتى يمتليء العش بالبيوض فيقوم على حراسته ويدخل الماء إليه بزعانفه ويمنع الأسماك الأخرى من الإقتراب منه، ويواصل بعد ذلك حماية عائلته إلى أن تصبح الأسماك قادرة على السباحة والعناية بنفسها .
في المناطق الدافئة تعيش في المياه العذبة أسماك أکبر حجماً ذات عشر أشواك في ظهورها، وتوجد أيضا أسماك أخرى أكبر من هذه لها 10 شوكة في ظهرها، وقد يبلغ طولها 17 سنتمترا، لكنها لا تعيش إلا في البحر.
الكرسين مجموعة كبيرة من أسماك تعيش في المياه العذبة في أفريقيا وأميركا الجنوبية، والكثير منها صغير وجميل يصلح للاكواريوم لكن بعضها كبير وشرس، فسمكة « البيرانها» الضارية يبلغ طولها نحو 40 سنتمترا فقط، وهي إحدى أشد الأسماك ضراوة وشراسة .