النحل والزنابير (الدبور)
النحل والزنابير (الدبور)
من المعروف أن النحلة والزنابير (الدبور) ينتميان إلى نفس الرتبة، وهي ذات الأجنحة الغشائية ولهم كذلك أجسام متشابهة، إألا أن هناك إختلافات التي تفرق بينهم .
معلومات عن النحل و الدبور
أکثر أنواع النحل حشرات تحب العزلة والانفراد، أي أنها تعيش منعزلة كالكثرة الغالبة من الحشرات الأخرى ، ولا تقوم بأي محاولة للعناية بصغارها، لكن النحل الأهم لنا ، والذي نعرف عنه الكثير، هو النحل الذي يعيش في تجمعات كنحل العسل والنحل الطنان، يعيش نحل العسل في مجموعات أو خلیات كبيرة حسنة التنظيم يكون فيها لكل عضو عمل خاص به، والكثير من هذه المجموعات يعيش في خلیات يصنعها الذين يعنون بتربية النحل، على أن هذا النحل سواء عاش في خلیات أليفة من صنع الناس أو في مجموعات في البرية، يعيش بصورة متشابهة إلى حد بعيد .
صفات النحل
في مجموعات النحل ثلاثة أنواع : الملكات والذكور والعاملات، ونحل العسل الذي نراه يجمع الرحيق من الأزهار يشكل قسم العاملات، وقد يبلغ عدده نحو ستين ألفاً في خلية واحدة، ويبقى النحل الصغير في الخلية إلى أن يصبح قادراً على الطيران، وهو يقوم بالاشغال المنزلية ، کتنظيف الخلیات، وإطعام الملكة والدويدات النحلية، أو حماية المدخل من الأعداء، بينما تعمل النحلات الكبيرة خارج الخلية فتجمع الرحيق (للعسل) واللقاح والماء أيضاً، وتصنع الشمع لبناء قرص العسل، ومن الشمع تصنع مئات الخليات المسدسة الجوانب، منظمة في صفوف طويلة، وهذه الخليات هي لاختزان العسل ولسكنى الدويدات النحلية، والنحلات العاملات إناث لا تستطيع أن تبيض وهي تعمل بجهد كبير فلا تعمر طويلاً .
بناء خلية النحل
وحين ينتهي بناء خليات قرص العسل، تضع الملكة بيضة في كل خلية، وسرعان ما تفقس كل بيضة يرقانة بيضاء، وهي تضع نوعين من البيض، أحدهما يفقس يرقانات تتحول إلى ذكور وثانيها يفقس عاملات، وتقوم النحلات العاملات بإطعام بعض إناث اليرقانات طعاماً خاصاً يدعى «العسل الملکي». وبعض هذه الاناث يتحول إلى ملكات، لكن الكثرة الغالبة من إناث اليرقانات تتحول إلى عاملات، ولا تقوم ذكور النحل بأي عمل، فمهمتها الوحيدة هي الزواج بالملكات، وحين تنفذ ذكور النحل هذه المهمة، تطرد من الخلية وتترك إلى أن تموت .
سلوك النحل
تقوم النحلات العاملات بطيرانها الأول حين تبلغ يومها العشرين، تطير في البداية حول الخلية، أو حول وكرها في البرية لتحدد موقعها فتتمكن من العودة حين تقوم برحلات بعيدة بحثا عن الرحيق واللقاح، والواقع أنها قليلا ما تبعد عن خليتها أكثر من ميلين لأنها تضل طريق العودة إن هي فعلت ذلك، واذا ما عثرت نحلة على مورد كبير من الرحيق عادت بالخبر إلى النحلات الأخرى، وتؤدي رقصة معينة اذا كانت الأزهار العسلية دون المئة متراً بعداً، لكنها ترقص رقصة أخرى إذا كانت المسافة أكثر من ذلك .
ولا تعيش النحلات العاملات غير بضعة أشهر قليلة، أما الملكة فقد تعيش سنوات عدة، وفي فترة النضوج الكامل يكون عدد الدويدات، التي تحولت إلى نحلات مكتملة النمو كبيرة جداً فتغص الخلية بالنحل وتضيق بها مما يحمل جماعات منها على الاستعداد للانفصال بقصد إنشاء خلیات جديدة، هنا تتخم الملكة والألوف من العاملات الصغيرات نفسها بالأكل، ثم تحوم مندفعة إلى مكان آخر لبناء خلية جديدة، في هذا الوقت بالذات يحاول مربي النحل توجيه هذه المجموعات المنفصلة إلى خلية أخرى يكون قد أعدها لذلك .
أما إذا لم تجد هذه المجموعة المنفصلة موطناً مهيئاً لها، احتشدت على غصن، أو على جذع بإنتظار عودة عدد من النحلات التي ذهبت للإستكشاف، وحين تعود النحلات المستكشفة إليها، وتبلغها العثور على موطن جديد تطير المجموعة كلها إليه، وفي هذه الفترة تقوم إحدى الملكات الصغيرات في الخلية بالزواج من ذكر، وتلسع الملكات الأخرى حتى الموت، وتستولي على الخلية القديمة، وفي فصل الشتاء يقوم مربي النحل بتأمين الطعام للنحلات في الخليات، أما نحلات الخليات البرية فتموت بإستثناء الملكات التي تقضي الشتاء في سبات .
الزنابير (الدبور)
تعيش الزنابير أيضا في مجموعات منظمة على شكل مجموعات النحل إلى حد بعيد، ففي الربيع تبدأ ملكة الزنابير التي كانت في سبات في فصل الشتاء ببناء عش لها في شجرة مجوفة أو في وكر في ضفة، تمضغ قطعة صغيرة من الخشب لتصنع نوعاً من ورق تبني به قرصاً له خليات لوضع البيض، ثم تضع بيضها وتعمل لبعض الوقت بجهد كبير لتأمين الطعام لليرقانات التي تفقس، وفي يونيو تكون اليرقانات الأولى قد نمت وأصبحت عاملات، فتواصل بناء العش وتأمين الغذاء بحيث ينحصر عمل الملكة عند ذاك بوضع البيض، وفي نهاية الصيف تطير الذكور والملكات الصغيرات وتتزاوج، وبحلول فصل البرد تموت الذكور والعاملات والملكات الكبيرة بسبب الرطوبة والبرودة، إلا أن عدداً ضئيلاً من الملكات الصغيرة ينجو بسباته خلال فصل الشتاء ليعود إلى بناء الاعشاش الجديدة مع حلول فصل الربيع .
اختلاف النحل مع الزنابير (الدبور)
تختلف الزنابير عن النحل في أنها تأكل الحشرات والدويدات إضافة إلى امتصاص الرحيق، ولبعض الزنابير التي تعيش منفردة اسالیب رائعة لتأمين الطعام لدويداتها حين تفقس، فأحد أنواع الزنابير الرملية مثلا بحفر سردابة في مكان رملي جاف ثم يبحث عن يسروع يلسعه ليشله لا ليقتله ثم يجره من مسافة بعيدة في بعض الأحيان إلى سردابه، ويضع بيضا على جسم ضحيته ثم يخرج من السرداب ویسد مدخله بالرمل، واخيراً يجر حصوة صغيرة إلى المدخل ليحكم سده، ثم يطير بعد أن يكون قد أنجز مهمته، وحين تفقص البيضة تتغذى الدويدة باليسروع إلى أن يكتمل نموها ثم تجد لها مخرجا .