طيور الحدائق
طيور الحدائق
نطلق الكنى والالقاب على بعض الطيور والحيوانات، كما نطلقها على الناس الذين نحبهم، وأحبُّ عصافير الحدائق على الإطلاق هو أبو الحن، أما اسمه الحقيقي فيجب أن يكون «ذا الصدر الأحمر»، ولكنه دعي بابي الحن الأحمر الصدر منذ زمن، كما دعيت صغرى الطيور بالمنمنمة، ولها أسماء أخرى محلية كالفسيكة وقرد الفزار، ودعي العقعق او الزاغ بالمغفل أو الساذج والكندس بالشقراق، وقد جاءت هذه الطيور من ذاتها إلى الحدائق لأكل الثمار والفاكهة .
معلومات عن طيور الحدائق
يمكننا أن ندرك مدى حبنا لابي الحن من طريقة نشر إسمه في مختلف أنحاء العالم، فلما ذهب المستطونون البريطانيون إلى أميركا الشمالية وجدوا دجاج ذا صدر أحمر فدعوه بابي الحن الأميركي، وفي أوستراليا مجموعة من الطيور ذات الصدور تسمى بطيور ابي الحن الاوسترالي، وفي الهند طائر باسم أبي الحن أيضاً، ولكن لا علاقة له بأبي الحن الاحمر الصدر لولا وجود بعض الاحمرار في جسمه . حتى ان في جنوب الصين عصفورة يسمى بابي الحن البكيني وله حلق أحمر لكنه لا علاقة له بابي الحن الأحمر الصدر .
هجرة الطيور
في العهود الماضية كان عصفور الدوري محبوبا، وكان يطلق عليه اسم «فیلیب» للدلالة على هذا الحب له، لكننا قل أن نفعل ذلك اليوم، ولعل ذلك يرجع إلى أن الناس لم يعودوا يحبون هذا العصفور كما كانوا يحبونه من قبل، ولم يكن المهاجرون من بريطانيا للاستقرار في أنحاء أخرى من العالم ينقلون معهم أسماء الطيور فقط، بل كانوا ينقلون الطيور أيضاً.
وقد نقل عصفور الدوري إلي الولايات المتحدة لأن الناس كانوا من جهة يتشوقون إلى هذا العصفور الانيق المرح، او لانهم اعتقدوا من جهة اخرى انه يساعد على الحد من انتشار الحشرات المؤذية في أميركا، على أن عصافير الدوري اذا كانت تأكل بعض الحشرات فان طعامها الطبيعي هو البذار الذي تكسره بمناقيرها القصيرة القوية، وسرعان ما انتشرت عصافير الدوري في الولايات المتحدة وكندا وأخذت تأكل مواسم الحبوب كما كانت تفعل في موطنها الأصلي، وقد نقلت عصافير الدوري إلى غرينلاند وافريقيا الجنوبية وأميركا الجنوبية وأوستراليا وزيلاندا الجديدة واستقرت في هذه المواطن وانتشرت فيها ثم تحولت فيها كلها إلى طيور مؤذية .
طائر الزرزور
هنالك عصفور آخر نقل من بريطانيا إلى أنحاء كثيرة في العالم يدعى الزرزور، وفي كل ليلة تأتي الزرازیر بالالوف من كل مكان للمبيت في الأبنية في وسط المدينة، وليس في الوقت الحاضر من يحب هذه الطيور لأنها تعشش في السقوف وفي رؤوس المداخن ولأنها تحولت إلى مصدر ازعاج في كل مكان، ولكنها كانت منذ ما يزيد قليلا من مئة سنة تقتني في الاقفاص كطيور اليفة محبة، ونحو عام 1890 نقل ستون زرزورة إلى نيويورك وتركت حرة في الفضاء.
وفي أقل من خمسين سنة تكاثرت هذه الزرازير وبلغت الملايين، وانتشرت في الولايات المتحدة وجنوب كندا، من ساحل الأطلسي حتى ساحل المحيط الهادي، ونقلت الزرازير إلى أفريقيا الجنوبية، واوستراليا وزيلاندا الجديدة، حتى أنها نقلت إلى جزر الهاواي في وسط المحيط الهادي، وفي كل مكان كانت تستقر وتتكاثر ثم تتحول بسرعة إلى مصدر ایذاء وضرر .
لتتعرف على الطيور المغردة أقترح عليكم موضوع : الطيور المغردة
إطعام الطيور
في السنوات الخمسين الماضية تزايد عدد الأوروبيين والبريطانيين، لا سيما سكان المدن، الذين يطعمون الطيور ويخصصون لها في حدائقهم مصاطب خاصة للطعام، و بالتالي تزايد عدد الطيور التي تجد لها طعاما في فصل الشتاء، ومن الوسائل الناجعة لمنع الزرازير والحمام من التهام الطعام كله، اقامة حاجز من اسلاك سبكية واسعة إلى حد كاف تتيح للطيور الصغيرة فقط أن تدخل وتخرج منها، ووضع بعض الطعام في داخل هذا الإطار الشبكي، والى هذه المصطبة المحاطة بسياج شبكي تأتي عصافير الصغنج والخضيري و الحسون وكاسر البندق والمنمنمة وابي الحن.
وتتعلق عصافير القرقف او القرقب رأساً على عقب لأكل ما يعلق لها من جوز هند أاو كتلة شحم أو بعض حبات الفول السوداني، ويمكن اطعام طيور أخرى أكبر حجما خارج هذه الشبكة ومنها نقار الخشب المرقط الكبير، أما الشحاریر فمتعتها في وعاء من الماء تستحم فيه، في أميركا، كما في بريطانيا، تكون العصافير الأولى التي تأتي إلى مصاطب طعام الطيور هي عصافير الدوري والزرازير ثم يتبعها أبو الحن الكبير الاميركي .
وتميل طيور الحدائق للاختصام في ما بينها إلى حد كبير، وتحاول الطيور الكبيرة منها، كالزرازير، أن تطرد العصافير الصغيرة، كما أن أي ذكرين من النوع ذاته يميلان إلى النزاع في ما بينها، ولا سيما في فصل الربيع حين يحاول كل منهما أن يثبت تفرده بالسيطرة على هذه الحديقة أو تلك .