طيور لا تطير
طيور لا تطير
بعض الطيور لا تستطيع أن تطير لكنها تجري جرية بدلا من الطيران مثل النعامة في أفريقيا، والامو والشبنم في اوستراليا، والكيوي في زيلاندا الجديدة، والرية في أميركا الجنوبية ثم البطارق ايضا، ومنذ زمن بعيد كان هنالك طيور لا تطير کالموة التي كان يبلغ طولها 4 أمتار لكنها انقرضت في الوقت الحاضر.
معلومات عن الطيور التي لا تطير :
طائر النعامة
النعامة هي أكبر هذه الطيور في الوقت الحاضر، وكثيراً ما يبلغ ارتفاعها 240 سنتمترا وتزن 130 كيلوغراماً، قائمتاها الطويلتان العضليتان عاریتان من الريش، ولا يغطي عنقها ورأسها غير زغب دقيق، وفي جسم ذكر النعامة ريش أسود رائع، ويغطي جناحيه وذنبه ريش أبيض جميل . أما انثى النعام فأصغر حجماً إلى حد قليل، ولها ریش أسمر رمادي .
واذا كانت النعامة لا تستطيع أن تطير فانها تستطيع أن تركض بسرعة 50 كيلومترا في الساعة، لها اصبعان فقط في كل قدم، احدهما كبير تستعمله للجري والثاني صغير جدة لا فائدة منه تقريبا، يضاف إلى ذلك مخالب قوية واحد في كل قدم، وعادة النعامة أن تفر أمام الخطر لكنها اذا أحرجت ضربت خصمها بقائمتيها القويتين وجرحته مخلبيها الحادين .
كانت النعامات مألوفة في أفريقيا والجزيرة العربية، لكنها في الوقت الحاضر لا تعيش الا في أفريقيا الوسطى، أو في مزارع في جنوب أفريقيا حيث تربي من أجل ریشها، وهي تعيش في مجموعات من اثنتي عشرة نعامة أو أکثر، وكثيراً ما تنتقل مع قطعان من الحمر الوحشية المخططة والظبأ، وتأكل الحشرات، والسقايات والفئران الصغيرة، والأوراق والبذور، والواقع انها تلتهم أي شيء تقريبا.
التكاثر عند النعامة
في خلال فصل التوالد تفرق النعائم أزواج، ويتودد الذكر إلى الأنثي بأن ينفخ ريشه، ويحركه للتهوية لأنثاه، محدثا ضجيجاً عالياً، ثم يحفر كل زوج حفرة كبيرة في الأرض على شكل طاسة، حيث تضع الأنثی 12 بيضة أو أکثر، بيضاء اللون يبلغ طول الواحدة منها نحو 20 سنتمتراً، وتزن نحو كيلو غرام واحد، وفي بعض الأحيان تضع أنثى أو انثيان ليس لها ذكر معين بيضات في الحفرة ثم تنصرف، وتجثم الأنثى على البيضات خلال النهار، لان ريشها الأسمر يجعلها تبدو شديدة الشبه بالعليقة اليابسة، ولذلك تكون رؤيتها غير سهلة في الأراضي العشبية السمراء، لا سيما حين تخفض رأسها إلى الارض، ولعل هذه العادة هي التي أعطت الناس الفكرة القائلة بأن النعامة تدفن رأسها في الرمال حين تتعرض للخطر، أما في الليل فيجثم الذكر على البيضات لأن ريشه الأسود والأبيض يظهره کأشباح الليل .
تستغرق البيضات نحو أربعين يوما للتفقيس، ويكون ارتفاع الفرخ نحو 30 سنتمترا في البداية ثم يرتفع 30 سنتمتراً آخر كل شهر، وسرعان ما تتمكن هذه الفراخ من الركض کأبويها اللذين يدافعان عنها بشراسة .
طائر الإيمو
يبلغ طول الإيمو الاوسترالي عادة نحو 180 سنتمترا، وهو مغطي بريش أسمر شبيه بالشعر، يحدث حفيفا عند تحركه، رأسه عار من الريش تقريبا، وفيه بقع كبيرة من جلد ازرق اللون، بارزة على كل جانب، وكثيرا ما تشكل طيور الإيمو خطراً على المزارعين لأنها تأكل المحاصيل، ولذلك أبيدت تماما في أنحاء كثيرة في اوستراليا، لكنها عادت إلى التكاثر في الوقت الحاضر بعدما صارت متمتعة بالحماية في امكنة كثيرة .
والإيمو كالنعام يعيش اسراباً ويتفرق أزواجا عند التناسل، والذكر وهو اصغر قليلا من الأنثي، يقوم بالقسم الأكبر من العمل، فهو الذي يبني العش ويجثم على البيضات ويعتني بالفراخ الصغيرة المخططة بالأسود والأصفر .
طائر الشبنم
يعيش الشبنم في شمال آوستراليا بين العليق الشائك والنباتات الخفيضة الغضة، ریشه الأسود الضارب إلى الزرقة طويل وخشن يقيه من الأشواك، وعظم رأسه صلب يشبه الخوذة، أما عنقه فتحميها زوائد من جلد متين، زاهية اللون، تتدلى فوقها، وفي جناحيه عدد من رزات طويلة ناتئة صلبة كالمسامير تساعد هذا الطير على شق طريقه في غابات النباتات الشائكة .
وكثيراً ما تتقاتل ذكور الشبنم بشراسة في فصل التوالد متضاربة بمناقيدها وقوائمها، متناطحة برؤوسها المتوجة بخوذ، أما بقية السنة فإنها تعيش منفردة، منعزلة بين نبات كثيف في النهار، باحثة عن البذور وثمار العليق والشجر في الليل، ولذلك فإن رؤيتها ليست سهلة .
طائر الكيوي
طيور الكيوي صغيرة قوية بحجم الدجاجة البيتية الكبيرة تقريبا، ويغطيها ریش طویل أحمر أو رمادي، وهي تركض مسرعة على قدميها وقائمتيها القويتين، وهي کالشبنم طيور ليلية تختبيء في النهار في تجويفات في جذوع الأشجار أو في السراديب والاثلام، وتستخدم طيور الكيوي مناقيدها الطويلة الرقيقة للبحث تحت الأوراق او للحفر في الأرض سعيا وراء الديدان والحشرات .
طائر الرية
يبلغ طول طير الرية في أميركا الجنوبية نحو 120 سنتمتراً ويغطيه ريش طويل حريري أسمر، أما الأنثى فلونها أسمر ورمادي، كل ذکر يقود خمس إناث أو ستاً لا واحدة فقط إلى عشه القليل العمق المبطن بالاعشاب، واذا ما وضعت الاناث مجتمعة ثلاثين بيضة أو أكثر يطردها الذكر ويجثم على البيضات بذاته طيلة ستة أسابيع تقريباً، وحين تفقس الفراخ یعنی بها مدة تبلغ نحو ستة أسابيع أخرى إلى أن تصبح قادرة على العناية بنفسها، ثم تنضم هذه المجموعة بكاملها إلى مجموعات أخرى وتعیش كلها سرباً، وترافق الغزلان في أحيان كثيرة إلى وقت التزاوج التالي .