فيل الغابات الأفريقي
الفيل الإفريقي
تشرق الشمس على سهول إفريقيا، فيتصاعد ضباب السهول، ومع إشراقة الشمس يتثاءب فرس النهر، ويتحرك الثعبان فوق غصن شجرة، وتصق بأجنحتها الطيور، لكن الحيوانات البرية التي جاءت تشرب من النهر تتم فجأة آذانها منصتة وتتحفز للهرب، فقد تناهى إلى مسامعها صوت قطيع من الفيلة يقترب !
تطأ الحيوانات الهائلة الأرض بقوة، وتندفع مزيحة من طريقها أغصان الشجر أو مهشمة ما يعترضها منها، ويقود تلك الجماعة فيلة ضخمة، وهي عندما تصل إلى ضفة النهر ترفع خرطومها ، وتجْأر بخُوارٍ صاخب يسمع على مدى أميال ، وكأنه يعلن بدء يوم إفريقي جديد .
تخوض الفيلة القائدة النهر الضّحل، تتبعها الأفيال الذكور الفتيّة، فالفيلات، فالدّغافل (صغار الفيلة)، وأخيرا الأفيال الكبار ذات الأنياب الكبيرة.
تتوقف الفيلة في الجانب الآخر من النهر لتأكل، فتمد خراطيمها الطويلة تقصم بها أغصان الشجر، فالفيل المكتمل النمو قد يصل وزنه إلى خمسة أطنان ، وهو يحتاج يوميا إلى نحو 140 كيلوغراما من العشب وأوراق الشجر والأغصان والجذور واللحاء، وتجول قطعان الفيلة في السهول بحثا عن الغذاء، وكثيرا ما تترك الأرض جرْداء قاحلة.
لتتعرف أكثر عن الفيلة نقترح عليك قراءة موضوع : معلومات عن حيوان الفيل
طريقة ولادة الفيلة
في موضع رملي تقف فيلتان ، إحداهما في المخاض (توشك أن تضع) وتساعدها رفيقتها على إعداد فراش لیّن، تحفر الفيلتان التربة بأقدامهما، وتطلق الأنثى الحامل جؤاراً عاليا، و لكنها عندما يحين وقت الوضع تقف في وسط الفراش بهدوءٍ .
ويرتعش جسد الفيلة الماخض بين حين وآخر، من ألم الوضع، بينما تدفع الفيلة الأخرى جنب رفيقتها برأسها
لتساعد في إخراج الوليد، وبعد حين يخرج الدغفل الوليد من رحم أمه مبللا، وتتجمع النسور وقد جذبتها رائحة مفرزات الولادة .
يستقر المولود الجديد فلفول على الرّمل ، فتستخدم الأم خرطومها لتجقّف جسده بالرمل والتراب، وسرعان ما يحس فلفول بشيء من القوة، فيحاول الوقوف، ويقع مرتين أو ثلاثا، لكنه يتمكن أخيراً من الوقوف ويسير خطواته الأولى الصغيرة، إن على فلفول أن يتعلم السير سريعا لمجاراة أفراد القطيع، فإنه إذا ما ترك وحده افترسته الضباع الجائعة المتربصة الطامعة بوجبة طعام.
تحس الفيلة المرافقة بالخطر، فترفع خرطومها وتنشر أذنيها وتهاجم الضباع بنابيها، تهرب الضباع مذعورة وهي تعوي وتهرّ، ويستقبل قطيع الفيلة الدغفل فلفول وأمه استقبالا لطيفا، فيتقدم كل فرد من أفراد القطيع نحو الصغير فيشمّه ويلمس جسده بطرف خرطومه.
يعود القطيع إلى النهر ليشرب، والفيلة تمتص الماء بخراطيمها ثم تبخّه في أفواهها حتى ترتوي، أم فلفول متعبة لكنها جائعة، فتمد خرطومها إلى أغصان الشجر وتأكل، أما فلفول فيرد خرطومه الصغير إلى الوراء ويتحسّس ثديَي أمه بين قائمتيها الأماميتين ليرضع .
يمضي فلفول برفقة أمه فترة طفولة طويلة، وهي تساعده في عبور الأنهار واجتياز الحواجز المختلفة، الفيلة لا تقدر لثقل وزنها على القفز، وهي تعدّه للفطام فتشدّ صوبه البراعم والأغصان الطرية ليأكل، وتعلمه كيف يشرب من النهر ويستخدم فمه، وعند الخطر يشرع فلفول ليختبئ بين رجلي أمه، حيث لا يجرؤ حيوان على مهاجمته.
ويكتمل نمو الدغفل في سن العشرين ويكون له حينئذ نابان طويلان، وإذا قدّر له البقاء فقد يعيش أكثر من ستين عاما، والحيوانات كلها، حتى الأسد، تهاب الفيل الإفريقي، فهو بحق عملاق البِطاحِ .
حقائق عن الفيل
يعيش فلفول في قطيع من الفيلة البرية التي تجوب سهول الإفريقية، تتميز الفيلة الهندية عن الإفريقية بأنها أصغر حجماً، وأن أنيابها وآذانها أصغر أيضاً، وهي أسهل تدجينا وأسلس استخداماً، ولا يزال بعض أمراء الشرق يستخدمونها في المواكب الملكية، وفي زمن الإمبراطورية الرومانية استخدم القائد الفينيقي هَنيبَعْلُ الفيلة في عبور جبال الألب للهجوم على روما، إن لخرطوم الفيل فائدة جليلة، فهو الأنف الذي يستخدمه في الشم، وهو كالذراع يلتقط بها الأشياء، وهو أداة امتصاص ونفخ ، كما إنه، عبر لامس طرفي حساس گالإصبع ، أداة تحسس.
وللفيل الهندي الامسٌ واحد في طرف خرطومه، أما الفيل الأفريقي فله لاميسان، والفيلة متحدرة من نوع ضخم من الحيوانات يعرف بالماموث كان يعيش في عصور ما قبل التاريخ، وهي تحتاج إلى مساحات واسعة من الأرض، تجوب فيها وتقتات من أشجارها وجنباتها وعشبها، ولقد دأب الإنسان منذ القدم على اصطياد الفيلة طمعا بأنيابها العاجية الطويلة، لكن علينا أن نحافظ على الفيلة ونؤمّن لها مجال العيش والبقاء .