كيف تغير الحرباء لونها
مرحبا بكم زوار عالم الحيوانات ، نقدم لكم اليوم موضوع عن كيف تستطيع الحرباء ان تغير الوانها وماهي الوان الحرباء و لماذا الحرباء تغير الوانها موضوع شامل معتمد من دراسة قام بها باحثون تحت اشراف العالم ميشال ميلينكوفيتش، نترككم مع الموضوع ونتمنى لكم قضاء وقت مفيد.
كيف تغير الحرباء لونها ؟ وكيف يحدث ذلك ولماذا ؟!
الحرباء تشتهر بقدرتها على تغيير لونها سريعا، حيث تملك الحرباء قدرة غريبة على تغيير لونها والتي قد خدعت الناس منذ فترة طويلة، ولكن الآن سر الحرباء سار مكشوف : الحرباء يمكن أن تغيير لونها بسرعة عن طريق ضبط طبقة من الخلايا الخاصة الموجودة داخل جلدهم، وفقا لدراسة جديدة.
وخلافا للحيوانات الأخرى التي تغير لونها، مثل الحبار والأخطبوط، فإن الحرباء لا تعدل أشكالها من خلال تراكم أو تشتيت الأصباغ داخل خلايا الجلد، كما وجد الباحثون. وبدلا من ذلك، تعتمد السحالي على التغيرات الهيكلية التي تؤثر على كيفية انعكاس الضوء على بشرتهم، وفقا للباحثين.
لماذا الحرباء تغير الوانها ؟
الحرباء تختلط مع البيئة المحيطة بها وهذا هو السبب الرئيسي الذي هو من خلاله تقوم الحرباء بتغيير ألوانها، لذلك الحرباء يمكن أن تمويه أنفسهم للفرار من الحيوانات المفترسة، ولكن التمويه ليس هو السبب الوحيد الذي يجعل الحرباء تغير مظهرها.
وللتحقيق في كيفية تستطيع الحرباء ان تغير الوانها، درس الباحثون خمسة من الذكور البالغين، وأربعة من الإناث البالغات، وأربعة من حرباء النمور الأحداث (فرسيفر بارداليس)، وهو نوع من السحلية التي تعيش في مدغشقر. ووجد العلماء أن الحرباء الإناث لديها طبقات سميكة متراكبة من خلايا إريدوفور – خلايا قزحية الألوان التي لها الصباغ وتعكس الضوء.
كيف تغير الحرباء ألوانها ؟
قال الباحثون إن الخلايا القزحية تحتوي على بلورات صغيرة تدعى البلورات النانوية ولها أحجام وتجمعات وأشكال مختلفة، والتي هي مفتاح التحولات التي تحصل للحرباء، وقال الباحثون ايضا، أنه يمكن للحرباء تغيير الترتيب الهيكلي للطبقة العليا من الخلايا عن طريق الاسترخاء أو إثارة الجلد، الأمر الذي يؤدي إلى تغيير في اللون، على سبيل المثال، قد يكون الحرباء الذكور في حالة استرخاء عندما يكون شنقا على فرع، أو وفي حالة كان متحمس عندما يرى ذكر منافس.
عندما يكون الجلد في حالة استرخاء، فإن البلورات النانوية في خلايا القزحية القارية تكون قريبة جدا من بعضها البعض وبالتالي، تعكس الخلايا على وجه التحديد موجات قصيرة وتعكس الضوء بشكل مختلف، مثل اللون الأزرق ينعكس عندما يتم استرخاء الجلد وخلايا القزحية تقترب من بعضها البعض، وفقا لكلام الباحث الرئيسي في الدراسة ميشال ميلينكوفيتش، أستاذ علم الوراثة والتطور في جامعة جنيف في سويسرا.
من ناحية أخرى، عندما يصبح الجلد متحمسا، تزداد المسافة بين البلورات النانوية المجاورة، وكل خلية إريدوفور (التي تحتوي على هذه البلورات النانوية) تعكس بشكل انتقائي الموجات الأطول، مثل الأصفر والبرتقالي أو الأحمر، الحرباء ليست دائما باللون الأزرق.كما يحتوي الجلد الحرباء أيضا على أصباغ صفراء، والوان مختلطة كالأزرق مختلط مع الأصفر والذي ينتج عنه الون الأخضر والذي هو كثيرا ما نراه بين الأشجار والنبتات، وهو لون “خفي” تستعمله الحرباء في حالة راحة.
وكتب الباحثون في الدراسة أن درجة لون الجلد الأحمر لا يتغير بشكل كبير أثناء الإثارة، ولكن يزيد سطوعه.
وعلاوة على ذلك، وجد الباحثون طبقة أعمق وأكثر سمكا من خلايا الجلد التي تعكس كمية كبيرة من أشعة الشمس القريبة من الأشعة تحت الحمراء. وقال الباحثون يبدو أن هذه الخلايا لا تغيير لونها، لكن المحتمل أنها تساعد الحرباء على تعكيس الحرارة والبقاء باردة.
استخدم الباحثون عددا من الطرق لدراسة الخلايا القزحية. وقد قاموا بتصوير تغيرات لون الحرباء باستخدام التصوير بالفيديو عالي الدقة، وقدموا نماذج رقمية تتنبأ بكيفية انعكاس البلورات النانوية للضوء. وقال ميلانكوفيتش “ان النتائج تطابق تام مع ما نلاحظه فى الحياة الحقيقية”
كما قام الباحثون بالتلاعب بالخلايا عن طريق إخضاعهم لحلول ذات تركيزات مختلفة، مما تسبب في تضخم الخلايا أو تقلصها. وقال ميلانكوفيتش إن هذه التعديلات غيرت المسافات بين البلورات النانوية، وغيرت ألوانها المرئية، تماما كما توقع الباحثون.
ومع ذلك، قال ميلانكوفيتش إلا أن الحرباء الذكور الكبار تغيير لونهم، وخصوصا عندما يرون حرباء ذكور منافس يريدون مطاردته بعيدا، أو لجذب أنثى. وأضاف ميلانكوفيتش أن الإناث والحرباء الشبابية ذات لون مائل ولها طبقة علوية منخفضة جدا من خلايا القزحية القزحية.
وقال ميلينكوفيتش ان هذه النتائج قد تساعد المهندسين والفيزيائيين على تكرار قدرات تغير لون الحرباء فى التكنولوجيا الجديدة مثل الاجهزة التى تقضى على الانعكاس.