لغة اتصال الحيوانات
التّخاطب عند الثّدييّات
يستطيع عدد قليل من الحيوانات التّخاطب أو الإتصال في ما بينها؛ مثل الثّدييّات التي تتخاطب مع الكائنات الأخرى، وأيضا مع الحيوانات الثّدييّة الأخرى من فصيلتها، وتستخدم الثّدييّات العديد من الطُّرق للتّخاطب، بما في ذلك الحركات الخارجية والأصوات والرّوائح.
لماذا تتخاطب الحيوانات؟
تتصرّف الثّدييّات بطريقة معقدة مقارنة بباقي الحيوانات في المملكة الحيوانيّة، وهذا يكون غالبا من أجل البقاء، فعلى سبيل المثال، في أوقات الخطر يستخدم الحيوان الثّدييُّ الحركات الخارجية والأصوات والرّوائح، ويقوم بنشر فروته ليبدو أكبر حجماً، كما أنّه يواجه المعتدي كاشفاً عن أسنانه ومخالبه أو أسلحته الأخرى، ويقوم بإصدار صوتٍ تهديدي وقد يطلق من جسمه رائحةً كريهةً.
تتميز كل طريقة من التّخاطب بعدّة مزايا، فالحركات الخارجيّة والأصوات يظهر تأثيرهما في الحال وعند مسافاتٍ معقولة، ولكن بعد ذلك يزول تأثيرهما، أمّا الرّوائح، فالحيوان دائما ما يأخذ وقتاً في إطلاقها، ولكن تأثيرها يدوم لمدّةٍ أطول، وقد يعمل مفعولها حتى عبر مسافاتٍ كبيرةٍ.
قطعان الحيوانات
تتخاطب معظم الحيوانات التي تعيش في قطعانٍ عن طريق توجيه الرّسائل إلى بقيّة أفراد العائلة أو القطيع أو الجماعة، وتشمل هذه الرّسائل الإشارة إلى أماكن الطّعام، أو التّحذير من الحيوانات المفترسة والأخطار الأخرى، أو بداية موسم التّزاوج، أو الصّراع من أجل قيادة القطيع.
العواء كوسيلة للتخاطب
تعوي الذّئاب الأمريكيّة تحت ضوء القمر بهدف التّواصل مع ذئب آخر أو مع أفراد القطيع، ويقومون بتحذير باقي الذئاب للابتعاد عن مصدر الخطر.
الخطوط والرّوائح
يلطّخ الليمور ذو الذّيل الحلقيّ ذیله برائحة جسمه ويحركه بشكل انسيابيّ.
رسالة في الفجر
تعتبر صيحات القرد الصّيّاح المرتفعة في الصبّاح الباكر إشارةً لبقيّة القرود من هذه الفصيلة باّه قد اتّخذ مكاناً مأوى له وعلى بقيّة القرود أن تبتعد عن هذا المكان .
تمييز الرُّبوع
تملك بعض الثّدييّات ربوعاً، وهي المناطق التي يسكنونها ويتّغذون منها، يدافعون عنها ضدّ الحيوانات الأخرى. وتحدّد الحيوانات ربوعها بالعديد من الطّرق، مثلاً عن طريق البول أو بقايا الطّعام، وتبقى هذه البقايا ذات الّرائحة الكريهة الأيّام عديدة كإشارة إلى شغل هذا المكان .
تعبيرات الوجه
إن القرود العاديّة والقرود العليا يُظهرون العديد من تعبيرات الوجه التي لا تتشابه دائما مع تعبيرات وجوهنا، فإذا ابتسم الشّمبانزيُّ مثلا فإنه يكون في الحقيقة خائفاً .
الأصوات الخافتة
توجه بعض الثّدييّات رسائل لا تستطيع أذن الإنسان سماعها، فالأفيال مثلاً تتخاطب عن طريق الدّمدمات خافتة الصّوت بالقدم والتي تنتقل عبر الأرض.