معلومات عن القندس
القندس
حيوان القندس أو السمور (بالإنجليزية: Beaver) من الحيوانات التي تتبع فصيلة القندسية رتبة القوارض، ويعيش في بيئات الغابات وبشكل اساسي في الماء ، السمامير بارعة رائعة في قدرتها واعمالها الهندسية حيت يعثبر هذا الحيوان المهندس الأكثر مهارة في بناء السدود بين السموريات والحيوانات كلها.
معلومات عن حيوان القندس
كانت السمامير ( القنادس ) منتشرة في كل أنحاء أوروبا وشمالي آسيا، وتذكرنا اسماء بعض الأمكنة في انكلترا بوجود هذا الحيوان فيها في وقت سابق، أما في الوقت الحاضر فلا وجود له هناك، إنما هنالك عدد قليل منه في النروج وفرنسا والمانيا وشرقي أوروبا، وقد أصبحت اميركا الشمالية مختصة في الوقت الحاضر بهذه السمامير حيث لا يزال عددها كبيرا فيها، وفي وقت من الأوقات كانت السيامير تصاد بكثرة بحيث أن وجودها أصبح نادرا في بعض الأمكنة أو أنتهي تماما في أمكنة أخرى، لكن السيامير عادت الآن إلى التزايد في المناطق التي اهتمت بحمايتها. وفي كندا والولايات المتحدة الأميركية تسمى المدن والأنهار والجزر على اسم هذا الحيوان حتى أن ولاية أوريغون كثيرا ما تسمى بولاية السمامير .
صفات القندس (السمور)
القنادس حيوانات كبيرة قوية وجريئة طولها نحو 76 سنتيمترا باستثناء ذيلها. وهي من القوارض ، أي الحيوانات ذات الأسنان الأمامية الكبيرة الملائمة للقضم، لها فراء كثيف اسمر اللون، وذيول عريضة مفلطحة وحرشفية وهي تعيش في الماء باستمرار تقريبا في مجموعات عائلية تبلغ الاثني عشرة أحيانا، وهي دائما منهمكة في العمل، ولذلك نقول أحيانا باننا مشغولون کالسمامير، ويكون انهماكها بالدرجة الأولى ببناء السدود واصلاحها عبر الجدول أو النهر الأحداث برك كبيرة وعميقة عمقا کافيا التسبح فيها حتى في الشتاء حين تتجمد المياه السطحية .
وقد تبلغ هذه السدود نحو 700 متر طولا وأربعة أمتار ارتفاعا، وللحصول على المواد البناء السد تقطع السمامير الأشجار الصغيرة بقضمها بأسنانها القوية وتجردها بعد ذلك من لحائها وأغصانها وتضعها في المكان المناسب عبر الجدول. لم تأتي باغصان صغيرة واتربة فيها جذور وصلصال وترصها كلها معا حتى يصبح السا مانعا لجري الماء وتسربه ، وتضطر المامير في بعض الأحيان لجر الأشجار في البر مسافة طويلة. إن قائمتيها الأماميتين الملائمتين للحفر بمخالبهما، وقائمتيها الخلفيتين الملائمتين للسباحة بما فيهما من نسيج شبكي لا تناسب مثل هذا العمل في الظاهر، لكننا نعلم أنها تقوم به لأننا التقطنا صورا فوتوغرافية لها وهي تجر الاشجار الصغيرة .
إنها تحفر في بعض الأحيان قنوات خاصة لتعويم جذوع الأشجار ونقلها إلى موقع السد . وقد اكتشفت إحدی هذه القنوات وتمتد نحو 230 مترا تقريبا. وتقوم السمامير بعملها ليلا بالدرجة الأولى وتعمل متعاونة في مجموعات .
حياة القندس
يبني السمور مسكنه أو مأواه من قضبان ووحل في منتصف البركة ، ويجعل مدخله تحت الماء ليستطيع أن يسبح اليه. وفي هذا المأوى حجرة مركزية فوق سطح الماء ذات فتحة في أعلاها للتهوية، وكثيرا ما تكون هنالك حجرة ثانية تستعمل لخزن مؤونة الشتاء من لحاء واغصان , وقد يبني السمور حجرة أخرى للاطعمة تحت الماء بقرب المأوى وذلك بتثبيت الأغصان بحجارة معلقة في أطرافها على ما يبدو. وفي الخريف تطلي السمامير مأواها بالوحل حتى اذا ما جف هذا الوحل في الطقس البارد صار المأوى في داخله ذا جو ملائم ، وأصبح الوحل المتصلب حماية للسمامير من خصومها كالدببة والولفرينات وهي حيوانات لاحية شرهة والثعالب .
التزاوج القندس
يبقى الذكر والأنثى من السمامیر معا طيلة الحياة يتزاوجان في شهر كانون الثاني (يناير) أو في شهر شباط (فبراير) ، وتلد الأنثى مرة واحدة في السنة ما يتراوح بين سمور واحد وثمانية سمامير. وتفطم هذه الصغار عن الرضاعة حين تبلغ أربعين يوما من عمرها . لكنها تبقى مع ابویها سنة على الاقل وهي مدة طويلة بالنسبة لحيوانات تنمو بمثل هذه السرعة فكأنه لا بد لهذه الصغار التي تبدأ العمل مع أبويها منذ تركها لعشها من اكتساب الخبرة بهذه الطريقة ، وقد تعمر السامير 19 سنة .
صغار القندس
تلد أنثى القندس ثلاثة إلى أربعة صغار في الربيع، تدعي صغار القندس بالهريرات kits، وهی تولد مكتملة الفراء ومفتوحة العينين ويمكنها أن تسبح بعد 24 ساعة من ولادتها، تبقى الصغار مع والديها حتى تبلغ سن الثانية، وعندها تبحث كل منها عن شريك لتبني معه منزلها الخاص.
غذاء القندس
يحب القندس أن يأكل لحاء الأشجار وقلبها cambium وهو النسيج الطري الذي ينمو تحت لحاء الأشجار، إضافة إلى أوراق الأشجار، وهو عادة يأكل لحاء أشجار الصفصاف والقيقب والبتولا والحور، والحور الرجراج والحور القطني والزان وجار الماء. كما يأكل القندس الجذور والبراعم والنباتات المائية، والقندس الأميركي يشغف بالتهام زنبق الماء.
بناء البيوت والسدود
السمامير بارعة رائعة في قدرتها واعمالها الهندسية. ويقول المهندسون الذين درسوا طريقة السمامير في بناء السدود والمساكن أنهم لا يستطيعون أن يفعلوا ما تفعله السمامير بالمواد المتوفرة لها للبناء، ومثل هذه المهارة دلیل رائع على الغريزة في الحيوانات. من الصعب أن نميز هنا بين الغريزة ، أي العمل التلقائي على أساس نموذج محدد من التصرف دون تفكير من جهة، وبين الذكاء أي التصرف على أساس من التفكير من جهة أخرى.
فقد تقطع السمامير الأشجار بقضمها عند اسفلها لتسقط باتجاه البركة حيث يبدو أن هذا العمل يدل على ذكاء، ولكنها في أحيان أخرى تقضمها بحيث تسقط في اتجاه معكوس ويكون عليها عند ذلك أن تجرها إلى حيث تريد. ثم إن السمامير تستخدم فكيها الأماميين بطريقة مثيرة للدهشة . فالسمورة تحمل صغيرها بكفيها الأماميين وتمشي على قائمتيها الخلفيتين ، كذلك تستخدم السماميركفيها الأماميين کالايدي لحمل الوحول والحجارة والقضبان للقيام بعملها البناني .
يبدو أن السمامير حققت أسلوبا في الحياة ناجحا يتعلم كل جيل منها من الجيل السابق ويكرره باستمرار دون أي تغيير. وفي هذا مهارة هندسية رائعة وطريقة للعمل معا والتعاون رائعة أيضا .